0 تصويتات
في تصنيف ثقافة بواسطة (2.0مليون نقاط)

خطبة عن فضل الحج ملتقى الخطباء الحج فضله وآثاره مقدمة خطبة عن الحج وشهر ذي الحجة 

خطبة مكتوبة ومؤثرة الحج فضله وآثاره

الحج فضله وآثاره 

مقدمة خطبة الحج

خطبة الجمعة عن الحج المبرور

خطبة الحاجة

خطبة عن الحجاب

مقدمة خطبة عن الحج

خطبة جمعة

خطبة عن فضل العمرة

مرحبا اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net المتفوق والمتميز بمعلوماته الصحيحة من شتى المجالات العلمية والتعليمية والثقافية والاخبارية يسرنا بزيارتكم في موقعنا لمحة معرفة أن نقدم لكم ما تبحثون عنه من المعلومات من مصدرها الصحيح وهي الإجابة على سؤالكم الذي يقول.......خطبة عن فضل الحج ملتقى الخطباء الحج فضله وآثاره مقدمة خطبة عن الحج

 وتكون إجابتكم المطلوبة هي كالتالي 

خطبة عن فضل الحج ملتقى الخطباء

ملخص الخطبة

1- الحج خامس أركان الإسلام. 2- أدلة وجوب الحج. 3- فضل عبادة الحج. 4- آثار الحج على المسلمين.

الخطبة الأولى الحج فضله وآثاره

أما بعد: الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام ودعائمه الخمس، وفرض من فروضه دل عليه الكتاب والسنة والإجماع والمعقول، وهو فرض عين على المكلف المستطيع مرة واحدة في العمر، ومن أنكر ذلك فقد كفر إلا إذا كان حديث عهد بالإسلام أو نشأ في بادية بعيدة عن العلم وأهله.

الأدلة من الكتاب:

1- قال تعالى: إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158].

2- وقال تعالى: وَأَتِمُّواْ ٱلْحَجَّ وَٱلْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْىِ [البقرة:196].

3- وقال تعالى: وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَـٰعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَـٰلَمِينَ[آل عمران:97].

4- وقال تعالى: وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَائِسَ ٱلْفَقِيرَ[الحج:27، 28].

فهذه الآيات صريحة في إيجاب الحج حيث قال تعالى: وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ وكلمة عَلَى إيجاب، وقال تعالى: وَمَن كَفَرَ أي ومن كفر بوجوب الحج، وقال تعالى: وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ أي ادعهم ونادهم إلى حج البيت وقيل أعلمهم أن الله فرض عليهم الحج بدليل قوله تعالى: يَأْتُوكَ.

قال ابن العربي بعد سياقه للآية: "وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ [آل البيت:97]. قال علماؤنا: هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب إذ قال العربي لفلان: عليّ كذا، فقد وكده وأوجبه، قال علماؤنا: فذكر الله الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب تأكيداً لحقه وتعظيماً لحرمته وتقوية لفرضه ...".

الأدلة من السنة:

1- ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إلى ذلك سبيلا)).

2- ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا))، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت: نعم، لوجبت ولما استطعتم))، ثم قال: ((ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)) مسلم.

فهذه النصوص من السنة تدل دلالة قاطعة على وجوب الحج مرة واحدة في العمر، وأنه ركن من أركان الإسلام ومبانيه العظام التي لا يتم إسلام امرئ إلا به متى تحققت فيه شروط الوجوب وانتفت عنه موانع الأداء، فحري بالمسلم أن يبادر لإبراء ذمته وأداء ما عليه قبل أن تقول نفس: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله، وقبل أن يندم، ولات ساعة مندم.

ولقد أفاض القرآن والسنة في فضل الحج ووردت فيه النصوص الكثيرة التي ذكرنا طرفاً منها فيما سبق ونذكر هنا ما لم نذكره هناك مما يختص في فضل الحج فنقول:

1- الحج يهدم ما قبله:

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: (.. فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إبسط يمينك لأبايعك فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: مالك يا عمرو؟ قال: قلت أردت أن أشترط، قال: تشترط بماذا؟ قلت: أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله ...).

2- الحاج يعود بعد حجه كيوم ولدته أمه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)).

3- الحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((ثم جهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((ثم حج مبرور)) البخاري.

4- الحج أفضل الجهاد:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ قال: ((لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) البخاري.

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)).

ومن فضائل الحج أن الحجاج والعمار وفد الله إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم، ونفقتهم في سبيل الله، وهي مخلوفة عليهم، وهم معانون في أداء النسك.

وأخيراً فإن الله يباهي بالحجاج ملائكته في صعيد عرفات ويتجلى لهم ويقول: انصرفوا مغفوراً لكم، إنه لفضل عظيم ونعمة كبرى أن ينصرف الحاج من هذا الموقف العظيم مغفوراً له وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء اللهم إنا نسألك من فضلك.

الحج هجرة إلى الله تعالى، استجابة لدعوته، وموسم دوري يلتقي فيه المسلمون كل عام على أصفى العلاقات وأتقاها، ليشهدوا منافع لهم على أكرم بقعة شرفها الله.

وعبادات الإسلام وشعائره تهدف كلها إلى خير المسلمين في الدنيا والآخرة، ومن هنا كان الحج عبادة يتقرب بها المسلمون إلى خالقهم، فتصفو نفوسهم ويلتقون على المودة يربط بينهم الإيمان رغم تباعد الأقطار واختلاف الديار.

والمتأمل في نصوص الكتاب والسنة الخاصة بالحج إذا جمع معها ما يلمسه في الواقع المشاهد خلال أداء فريضة الحج تتجلى له الأهداف التالية:

1- الحج امتثال لأوامر الله واستجابة لندائه:

الحج امتثال لأوامر الله واستجابة لتعاليمه تتجلى فيه الطاعة الخالصة والإسلام الحق وصدق الله العظيم: وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ [لقمان:22].

2- الحج فيه تأسٍ بأبينا إبراهيم عليه السلام:

لقد أمر الله أبانا إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج وكتب الله لمن شاء من عباده أن يلبوا هذا النداء رجالاً أو ركباناً، ففي الحج اقتداء بالصالحين وتأسي بمن أمرنا الله أن نتأسى بهم ونجعلهم قدوة حسنة لنا، يقول تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ [الممتحنة:4]، إلى قوله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ.. [الممتحنة:6].

3- الحج فيه ارتباط بمهبط الوحي:

الحج رحلة إلى الديار المقدسة مهبط الوحي ومتنزل التشريع، وكلما ارتبط المسلم بهذه البقاع الطاهرة كلما كان أقرب إلى الاقتداء بالرعيل الأول، الذين جاهدوا في سبيل الله وبلغوا شرعه إلى أنحاء المعمورة، وشتان بين مسلم يرتبط قلبه بمهابط الوحي ومنازل التشريع ومسلم يتعلق قلبه هنا أو هناك خلف عرض زائل أو قزم يتطاول، فكما أن الفرق شاسع بين الوسيلتين فكذلك في النتيجة.

4- في الحج إعلان عملي لمبدأ المساواة بين الناس:

تتجلى المساواة بأسمى صورها الواقعية في الحج، وذلك في صعيد عرفات حينما يقف الناس موقفاً واحداً لا تفاضل بينهم في أي عرض من أعراض الدنيا الزائلة بل التفاضل والفوز والفلاح بالتقى، يقول الحق تبارك وتعالى مؤكداً هذا المنهج السامي في الإسلام إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ [الحجرات:13]، ويقول تعالى: سَوَاء ٱلْعَـٰكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ [الحج:25].

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي  تكملة الخطبة مقدمة خطبة عن الحج

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.0مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
تابع خطبة الجمعة بعنوان الحج فضله وآثاره

5- في الحج تذكرة بيوم لقاء الله:

الحج يذكر المسلم بيوم لقاء الله وذلك إذا تجرد الحاج من ثيابه ولبى محرماً ووقف بصعيد عرفات، ورأى كثرة الناس ولباسهم واحد ويشبه الأكفان، فهنا تجول بالخاطر مواقف سيتعرض لها المسلم بعد وفاته فيدعوه ذلك للاستعداد لها وأخذ الزاد قبل لقاء الله.

6- في الحج توثيق لمبدأ التعارف والتعاون:

يقول الحق تبارك وتعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ [المائدة:2]، ويتجلى تحقيق هذا المبدأ السامي في الحج حيث تتوثق الصلات ويقوى التعارف ويتم التشاور ويحصل تبادل الآراء، والتجارب والخبرات للسعي قدماً في النهوض بالأمة ورسم الطريق الأمثل لها لتتبوأ مكانتها القيادية على مر العصور والأجيال.

7- في الحج جمع للناس على مبدأ التوحيد:

في الحج تتجلى صورة التوحيد لدى المسلمين، فهم أولاء يتوافدون على الديار المقدسة ويجتمعون في أماكن محددة ويناجون رباً واحداً ملبين للنداء مذعنين للأمر منضوين تحت اللواء، يرفعون كلمة التوحيد ويعتصمون بالحبل المتين وصدق الله العظيم: إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ [الأنبياء:92].

8- الحج مؤتمر سنوي للمسلمين:

وأخيراً فالحج مؤتمر سنوي عام للمسلمين يتدارسون فيه شئونهم وتجتمع فيه كلمتهم ويحنو فيه غنيهم على فقيرهم وتظهر فيه الوحدة الكبرى للمسلمين.

والذي أدى فريضة الحج في السنوات الأخيرة يلمس هذه الأهداف ماثلة للعيان فكم من أموال بذلت في سبيل الله وكم من تجارب تمت الاستفادة منها وكم من لقاءات جانبية تداول فيها المجتمعون ما يهم المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، وإذا كان هذا تحقق فعلاً بفضل من الله فإننا نأمل المزيد وندعو المسلمين لاستثمار هذا المؤتمر السنوي ليحصل الخير الوفير لأمة الإسلام في جميع ديار المسلمين.

فرض الله سبحانه وتعالى العبادات على عباده امتحاناً لطاعتهم وإظهاراً لعبوديتهم وشكرهم وتحقيقاً لمصالحهم في الدنيا والآخرة وقد أشار سبحانه وتعالى في محكم كتابه إلى طرف من هذه المصالح والمنافع، فعند ذكر الحج مثلاً أشار إلى منافعه العظيمة التي يشهدها الحجاج يقول تعالى: لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَائِسَ ٱلْفَقِيرَ [الحج:28].

قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: (منافع الدنيا والآخرة، أما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والذبائح والتجارات ...).

ولكي تتضح الصورة لنا حول آثار الحج سنتحدث عنه من جانبين:

أحدهما: آثار الحج في حياة الأمة الإسلامية.

الثاني: آثار الحج فيمن أدى فريضته.

آثار الحج في حياة الأمة الإسلامية:

للحج آثار عظيمة على المجتمع المسلم في عقيدته ووحدته واقتصاده وجميع شئون حياته ومن أبرز آثاره في حياة الأمة الإسلامية ما يأتي:

1- وصل حاضر الأمة بماضيها:

من آثار الحج الظاهرة أنه يصل حاضر الأمة الإسلامية بماضيها ويربط الجيل الحاضر بالجيل الأول، وتاريخ البيت العتيق ضارب في أعماق الزمن منذ أن دعا أبونا إبراهيم عليه السلام وأرسل نداءه الخالد على مر الزمن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ.

2- سقوط الشعارات الزائفة:

من آثار الحج سقوط الشعارات الزائفة التي تجعل التفاضل بين الناس حسب أجناسهم وألوانهم ومكانتهم في الدنيا. ففي الحج تذوب تلك الفوارق، بل تسقط فتتحقق المساواة بين المسلمين رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم وتباين ألسنتهم وتباعد بلادهم، الجميع من آدم وآدم من تراب إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ [الحجرات:13].

3- توحيد كلمة المسلمين:

من آثار الحج في حياة أمة الإسلام توحيد كلمة المسلمين وجمع شملهم تحت راية التوحيد، شعارهم المعلن هو التلبية ـ لبيك اللهم لبيك ـ وما ذاقت الأمة ما ذاقت من ويلات وحروب واستعمار وتخلف إلا بسبب تفرقها وتمزقها، والحج فرصة، وأيما فرصة للم الشمل وتوحيد الصف والوقوف بوجه العدو تحقيقاً لأمر الله وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ [آل عمران:103].

4- تبادل المنافع التجارية والتجارب الاقتصادية:

من آثار الحج في حياة الأمة الإسلامية تبادل التجارب والخبرات في المجال الاقتصادي وتنويع المنتوجات حسب العرض والطلب في السوق المالية في ديار الإسلام.

ولا شك أن هذا التجمع الكبير فرصة لبحث أوجه النقص لدى بعض البلاد الإسلامية ليتم التكامل مع بعض البلاد الأخرى، وهذا من المنافع التي أمرنا الله أن نشهدها في الحج، وقد أشار خير الأمة وترجمان القرآن إلى هذا المعنى في تفسيره للمنافع في الآية.

آثار الحج فيمن أدى فريضته:

1- تجديد ذكر الله:

من آثار الحج في حياة المسلم الذي يؤدي فريضته أنه يقوي صلة المحبة بينه وبين خالقه، وذلك عن طريق شعار الحج المعلن ـ لبيك اللهم لبيك ـ، فيها يجدد المسلم ذكر الله في مواقع ومواقف متعددة، يصحب ذلك خشوع وخضوع للخالق البارئ سبحانه وتعالى، والمسلم بهذه التلبية يطرح كل شواغل الحياة وصوارفها التي تمنعه من القرب من خالقه طاعة وامتثالاً وخشوعاً وخضوعاً وتذللاً وإجلالاً ـ لبيك اللهم، لبيك لا شريك لك لبيك ـ.

2- في أداء مناسك الحج يذكر المسلم اليوم الآخر:

الحج مظهر مصغر ليوم الحشر والعرض على الله. ولذا تفيض في نفس الحاج بواعث الشوق للقاء الله ويدفعه للعمل الصالح وينشط في مجالات الخير وتنهزم بواعث المعصية في نفسه ويبقى ذكر الموت وما بعده بين عينيه، وفي هذا من الآثار العظيمة على السلوك والأخلاق ما يلمسه كل حاج مع نفسه ومع الآخرين.

3- نيل رضوان الله ومغفرته:

من آثار الحج في حياة المسلم الحاج أنه يرجع إلى بلده بإذن الله نقياً من الذنوب؛ لأنه تعرض لمغفرة الله ورضوانه ووقف مع من وقف في بابه يدعو ويرجو راغباً راهباً، وقد وعد الله من حج ولم يرفث ولم يفسق بالمغفرة والرضوان جاء ذلك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)).

4- يتعلم الحاج دروس التضحية والبذل:

من آثار الحج على المسلم الذي يؤدي هذه الفريضة أنه يتعلم دروساً في البذل والتضحية، ولذا كان الحج باباً من أبواب الجهاد، أليس الحاج يترك وطنه وأهله وأحبابه؟ أليس الحاج يبذل المال قربة لله؟ أليس الحاج يجهد نفسه ويخلع ثيابه ويتجرد من كل شيء طاعة لله وامتثالاً لأمره، وهذا لون من ألوان الجهاد بالمال والجهد والوقت.

5- الحج تدريب عملي للحاج على الصبر والطاعة:

من آثار الحج في حياة المسلم الذي يؤدي هذه الفريضة أنه يتدرب عملياً على الصبر بكل أنواعه: الصبر على مشقة الطاعة والصبر عما حرم الله والصبر على ما يصيب الحاج من المشقة والجهد والعنت وفقد المال وبعد الأهل والأحباب، وبهذا يتهيأ المسلم لمنازلة الأعداء وهو قوي الجانب ثابت الجنان لا يدخل الخوف إلى قلبه ولا يتسرب الهلع إلى نفسه لأن الإخلاص ملأ عليه سمعه وبصره فلا يصدر عنه إلا السمع والطاعة.

6- الحج نقطة تحول في حياة الحاج:

يزداد به خيراً وتقوى وصلاحاً، ولذا أشار القرآن الكريم إلى أنه ينبغي للحاج ألا ينسى مواقفه الضارعة في الحج وأن يستمر في تعلقه بربه وإنابته له. بقوله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا... [البقرة:200].

والحاج الذي يبقى أثر الحج في نفسه ويعود منه وقد تحسن حاله واستقام أمره وأقبل على طاعة ربه، هو الذي يرجى أن يقبل حجه، فالله لا يقبل العمل إلا من المتقين إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

أيها المسلمون، الذين لم يعزموا على الحج هذا العام سواء ممن حج أو لم يحج سأقرأ عليكم حديثاً واحداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عسى أن يحرك الهمم، والذي تردد لعله يعزم.

يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثاً غبراً من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني، فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة. فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك)).

اللهم يسر على الحجاج حجهم...
0 تصويتات
بواسطة (2.0مليون نقاط)
خطبة عن الحج

مقدمة خطبة عن الحج

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه و على آله وصحبه ومن تبعهُ بإحسانٍ إلى يوم الدين .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )

سورة آل عمران102.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

سورة النساء(1).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)سورة الأحزاب( 70-71.)

ثم أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمورِ محدثاتُها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

أيها المسلمون الأخيار:

قَالَ تَعَالَى :﴿ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.أي يجب على الناس حِجُّ البيتِ من كان مستطيعا منهم ببدنه وماله ، وملك الزاد والراحلة .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم – كما روى البخارى وغيره - : (" بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ".)

فالحجُّ ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة.

وقال تعالى

(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ..) البقرة(196)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال

خَطَبَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتَّى قالَهَا ثَلَاثًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَما اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قالَ: ذَرُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، وإذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَدَعُوهُ.

رواه مُسلم.

و قَالَ الله تَعَالَى في كتابه العزيز :﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ﴾البقرة (197)

وَ الأَشْهُرُ المَعْلُومَاتُ هِيَ: شَوَّالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَ عَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فلا يَجُوزُ لأحدٍ أن يُحْرِمَ بالحجِّ في غيرِها.

وقال الله تعالى

( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )الحج (27) (28)

والأيام المعلومات قيل هي العشر الأول من ذي الحجة فقط ، وقيل أيام العشر وأيام التشريق معا، وأما الأيام المعدودات

التي قال الله تعالى عنها

( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ ...)

البقرة (203)

هي أيام التشريق ، الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة ، يذكرون الله في هذه الأيام شكرًا لله على نعمه، وهم مأمورون أن يأكلوا مِن هذه الذبائح استحبابًا، ويُطعموا منها الفقير الذي اشتد فقره

وفي هذه الأيام .. أيام التشريق

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ عبد اللهِ بنَ حُذافةَ يَطوفُ في مِنًى أنْ: لا تَصوموا هذه الأيَّامَ؛ فإنَّها أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ وذِكْرِ اللهِ

عزَّ وجلَّ.

أخرجه مُسلمٌ وغيره

ولكن يجوز صوم أيام التشريق للحاج الذي لم يجد الهدي فعن عائشة وابن عمر رضي الله عنهم قالا : ( لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ.)

الراوي : عبدالله بن عمر وعائشة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1997

إذن الله قد فرض على عباده أن يحجوا بيته الحرام في العمر مَرَّةً وَاحِدَة فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَجُّ فِى كُلِّ سَنَةٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً قَالَ « بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

وهذا من رحمة الله ولطفه بعباده ، فإن الحج فيه مشقة ، ولا سيما لمن كان يسكن في البلاد البعيدة ، ولمن كبُر سِنُه وأصابته بعض الأمراض فاستصعب عليه الْحَجِّ.

فعلى من توفرت فيه شروط الوجوب ، وانتفت الموانع ، أن يتقي الله وليبادر إلي أداء فَرِيضَة الْحَجِّ ، ولا يؤخره من غير عُذر ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « تَعْجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِى الْفَرِيضَةَ - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .

الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 2957 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أحمد (2869)، والفاكهي في ((أخبار مكة)) (812) واللفظ لهما، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (6031)

وقال صلى الله عليه وسلم

(مَن حَجَّ هذاالبَيْتَ،

فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ.)

رواه البخاري ومُسلم

أي عادَ بعدَ حَجِّه نَقيًّا مِن خَطاياهُ كما يَخرُجُ المولودُ مِن بطْنِ أُمِّه، أو كأنَّه خَرَجَ حِيَنئذٍ مِن بَطْنِ أُمِّه، ليس عليه خَطيئةٌ ولا ذَنْبٌ.

من حجّ و لم يرفث ولم يفسق

و في قول الله تعالى:( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة:197].

فما هو الرفث والفسوق والجدال

[فسرَ أهلُ العلمِ رحمهم الله الرفث: بالجماع ومقدماتة القولية والفعلية ، وفسروا الفسوق: بالمعاصي، أما الجدال ففسروه: بالنزاع والمخاصمة في غير فائدة، أو فيما أوضحه الله وبينه لعباده فلا وجه للجدال فيه.

ويدخل في الجدالِ المنهيُّ عنه: جميع المنازعات التي تؤذي الحجيج وتضرهم، أو تَخِلُ بالأمن، أو يراد منها الدعوة إلى الباطل أو التثبيط عن الحق، أما الجدال بالتي هي أحسن لإيضاح الحق وإبطال الباطل فهو مشروع، وليس داخلًا في الجدال المنهي عنه، وجميع الأشياء الثلاثة لا تبطل الحج، إلا الجماع فقط إذا وقع قبل التحلل الأول، لكنها تنقص الحج والأجر، كما أنها تنقص الإيمان وتضعفه.

فالواجب على الحاج والمعتمر تجنبُ ذلك ؛ طاعة لله سبحانه وتعالى ، ورغبةً في إكمال حجه وعمرته.](بن باز)

وليس للحج المبرور ثوابٌ إلا الجنة

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ

الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي

الصفحة أو الرقم: 2630 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي (810)، والنسائي (2631) واللفظ له، وأحمد (3669)

أي: فإنَّ المُتابعةَ بين الحَجِّ والعُمرةِ سَببٌ في زوالِ الفَقرِ، وسببٌ لغُفرانِ الذُّنوبِ ومحوِها ، كما يَنفي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ"، أي: بمثلِ ما يُستخدَمُ الكيرُ في إزالةِ ونَزْعِ الشَّوائبِ العالقةِ بأصلِ المعادنِ وتَنقيتِها، والكِيرُ: ما يَنفُخُ به الحَدَّادُ في النَّارِ

- وقيل أن الحجّ والاعتمار يُزيلان الفقر؛ إمّا حقيقةً وذلك بالغِنَى الّذي يحصُل بسببهما، وإمّا حُكْماً بأن يبارك الله تعالى في رزق العبد، أو يرزقه غِنى النّفس والقناعة، فيعيش في الظّاهر عيش الفقراء، وفي الباطن يستمتع استمتاع الأغنياء، حيث فسّر بعض السّلف قولَه الله تعالى: {ووَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} (الضحى:8) فسروهُ بالقناعة وغنى النّفس، لأنّ الآية مكّية، ولم يكن النبيّ صلى الله عليه وسلم يومها ، له شيء من المال.

وأما نفي الذنوب فمعناه مَحوُهَا جمِيعًا وإزالتها، صغائرها وكبائرها، كما قال في الحديث السابق : (عَادَ كَيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّه)، ويؤيّد ذلك قوله : (كَمَا يَنْفِي الكِيرُ) وهو ما ينفخ فيه الحدّاد لإشعال النّار، وما يفعل ذلك إلاّ لتصفية صحيح المعادن من زائفها، فكذلك الحجّ والعمرة، يصفّيان العبدَ من الخطايا والذّنوب، ويهذِّبانِ نفسهُ من المثالب والعيوب، وأما (خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ): هو وسخها، أي ما تلقيه النّار من وسخ الفضّة والنّحاس وغيرهما إذا أُذيبا، وبذلك يصير الذّهب خالصاً، والفضّة خالصة، والحديد خالصاً، كذلك العبد يعود من حجّه وعمرته خالصاً من كلّ آفة.

-وقيل إنَّما تُكفِّرُ الصَّغائرَ؛ فأمَّا الكبائرُ فإنَّما تُكفَّرُ بِالتَّوْبَةِ أو رَحْمَةِ اللهِ وفضله.

(وليس للحَجِّ المبرورِ") والمبرورُ مُشتَقٌّ مِن البِرِّ، وهو بمعنى: المَقبولِ وهو الَّذي لا يُخالِطُه إثمٌ، ("ثوابٌ دونَ الجنَّةِ"،) أي: أنَّه لا يُقتصَرُ لصاحبِه مِن الجَزاءِ على تَكفيرِ بَعضِ ذُنوبِه، بل لا بُدَّ أن يدخُلَ الجنَّةَ.

ومن مات وَهُوَ مُحْرِمٌ بعثه الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلاً كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ ، وَهُوَ مُحْرِمٌ ، فَمَاتَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَكَفِّنُوهُ فِى ثَوْبَيْهِ ، وَلاَ تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ ، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا » متفقٌ عَلَيْهِ.

إنها بشرى وفضلٌ من الله ونعمة، لمن مات وَهُوَ مُحْرِمٌ لا يريد الا الحج وقد أهل بتوحيد الله ، ولسانهُ لا يفتر عن ذكر الله ، ديدنه وجميعُ الحُجاج قولهم (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لا شَرِيكَ لَكَ).

و لا يجوز أن يُلقي الإنسان نفسهُ في التهلُكة وهو محرم لكي يُبعث يوم القيامة ملبياً قَالَ تَعَالَى :﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾. وَقَالَ تَعَالَى :﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..

واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
بواسطة (2.0مليون نقاط)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وسلم.

ثم أما بعد :

الحمد لله الذي شرع لنا من الشعائر والعبادات ما أنعم به علينا باستكمال الإيمان وتأسيسه، وعرَّفنا كيف نعبده سبحانه وتعالى .

وهذه العبادات لها حِكَمٌ عظيمة، ومصالح كثيرة، تزكيةٌ للنفوس، وترويض على الفضائل، وتطهير من النقائص، وتصفية من المكدرات، وتحريرٌ من رق الشهوات، وإعداد هذه النفس لتقريبها للملأ الأعلى.

ومما بني عليه الإسلام عبادة الحج العظيمة: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً،..) ثم هدد الله تعالى تاركه بغير عُذرٍ وهو يقدر، فقال:(... وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )

سورة آل عمران:(97)

ولذلك روي عن عمر بن الخطاب أنه همَّ أن يضرب الجزية على تُرَّاك الحج بلا عُذر ( ...وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )

سورة آل عمران:(97)

وهذه آية عظيمة تبين خطر تركه مع القدرة عليه.... لمن لم يحج الفريضة.

وبالحج يتم تحقيق العبودية لله، ففيه تذللٌ وخضوعٌ وانكسار ... يَخُرجُ الحاج من ملاذ الدنيا مهاجراً إلى ربه ، تاركاً أهله وماله ووطنه ، متجرداً من ثياب الزينة، لابساً للإحرام متواضعاً، تاركاً للطيب والنساء، متنقلاً بين المشاعر ، بقلبٍ خاضع وعينٍ دامعة، ولسانٍ ذاكر يرجو رحمة ربه، ويخشى عذابه.

وهذه الشعيرة مما يُحقق فيها التوحيد، التوحيد الذي خلق الله لأجله السماوات والأرض: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) سورة الحـج:26،

ولأجل تحقيق التوحيد كان خير دعاءٍ يقوله الحاج على الإطلاق في يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا شريك يدعا مع الله، ولا شريك يستغاث به من دون الله، ولا شريك ينذر له غير الله، لا ميت، ولا حي، لا نبي، ولا ولي، كما يفعله المشركون في القديم والحديث عند العتبات والقبور والأضرحة، و لا زالوا يعبدون من دون الله من لا يُغني عنهم شيئاً في الدنيا والآخرة.

وبالحج يتربى المسلم على التسليم والإنقياد لله سبحانه وتعالى ، فإذا تنقل بين المشاعر، وطاف بالبيت العتيق، وقبّل الحجر الأسود، ورمى الجمرات؛ انقيادا لله، وطاعة؛ لأن الله أمر عباده بالحج , يدخل في ذلك كل واجب، وكل ركن، وكل ما لا يتم الحج إلا بالإتيان به.

و لقد دعا إبراهيم الخليل، وابنه إسماعيل ربهما فقالا: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا) أرنا مناسكنا، علمنا كيف نعبدك، علمنا كيف نحج، علمنا ماذا نقول، وماذا نفعل، عيِّن لنا المواضع التي نأتيها في الحج: (أَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) سورة البقرة:128.

والمُسلمُ بالحج يعظم شعائر الله ؛ لأنها مواضع وأفعال وأقوال أمر بها الربُّ جلا وعلا أن تؤتى، وأن تقال، وأن تُفعل: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) سورة الحـج (32)

ومن أراد الحج وعزم على أداء هذه الفريضة عليه أن يبادر لسداد ما عليه من ديونٍ وحقوق للآخرين ، فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .

ولا ينسى الحاج الدعاء فإنها مواطن يرجى فيها الإجابة

يدعوا لنفسه وأهله وإخوانه بالرحمة والمغفرة ، يسأل ربه خيري الدنيا والآخرة ويدعوا للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات بالرحمة والمغفرة.

فنسأل الله أن يوفقنا لزيارة بيته الحرام

اللهم وفقنا لزيارة بيتك الحرام.

اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصل اللهم على نبينا محمد.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...